EN

مرقد الامام علي عليه السلام

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على أشرف الخلق أجمعين أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

  لم تعرف الدنيا رجلاً جمع الفضائل ومكارم الأخلاق – بعد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) – كالإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقد سبق الأولين، وأعجز الآخرين، ففضائله (عليه السلام) أكثر من أن تحصى، ومناقبه أبعد من أن تتناهى، ولقد كانت أخلاقه (عليه السلام) قبسٌ من نور خلق النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) الذي تربى في حجره وعاش على مائدة مكارم أخلاقه، حتى شب عن الطوق، واكتملت رجولته، حيث كان يتولاه بالمواعظ والآداب العظيمة، فتنامت أخلاقه شموخاً، وسجاياه علواً ورفعة، وظلت فضائله وأخلاقه ومكارمه حية متألقة في روحه حتى فارق الدنيا (صلى الله عليه وآله).

  والحديث عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) طويل، لا تسعه المجلدات، ولا تحصيه الأرقام، ولكن ما لا يدرك كلّه لا يترك جلّه، وحسبنا أن نشير هنا إلى بعض خصائصه وأخلاقه، لكي تكون مناراً ينير لنا درب القرب إلى الله تعالى والمعراج إليه، ونحيا حياة علي بن أبي طالب (عليه السلام) ونموت مماته.

مَوْلِدُ أَمِيرِ المؤمنينَ (عليّهِ السَّلام) الأَغرُّ

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد(عليّهما السلام)، عن آبائه (عليّهم السلام)، قال: كان العباس بن عبد المطلب ويزيد بن قعنب جالسين ما بين فريق بني هاشم إلى فريق عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام، إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم أمير المؤمنين (عليّه السلام)، وكانت حاملة بأمير المؤمنين (عليّه السلام) لتسعة أشهر، وكان يوم التمام، قال: فوقفت بإزاء البيت الحرام، وقد أخذها الطلق، فرمت بطرفها نحو السماء، وقالت: أي رب، إني مؤمنة بك، وبما جاء به من عندك الرسول، وبكل نبي من أنبيائك، وبكل كتاب أنزلته، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل، وإنه بنى بيتك العتيق، فأسألك بحق هذا البيت ومن بناه، وبهذا المولود الذي في أحشائي الذي يكلمني ويؤنسني بحديثه، وأنا موقنة أنه إحدى آياتك ودلائلك لما يسرت عليّ ولادتي.

قال العباس بن عبد المطلب ويزيد بن قعنب: لما تكلمت فاطمة بنت أسد ودعت بهذا الدعاء، رأينا البيت قد انفتح من ظهره، ودخلت فاطمة فيه، وغابت عن أبصارنا، ثم عادت الفتحة والتزقت بأذن الله (تعالى)، فرمنا أن نفتح الباب ليصل إليها بعض نسائنا، فلم ينفتح الباب، فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله (تعالى)، وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيام. قال: وأهل مكة يتحدثون بذلك في أفواه السكك، وتتحدث المخدرات في خدورهن.

قال: فلما كان بعد ثلاثة أيام انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلت فيه، فخرجت فاطمة وعليّ (عليّه السلام) على يديها، ثم قالت: معاشر الناس، إن الله (عز وجل) اختارني من خلقه، وفضلني على المختارات ممن مضى قبلي، وقد اختار الله آسية بنت مزاحم فإنها عبدت الله سرا في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطرارا، ومريم بنت عمران حيث اختارها الله، ويسر عليّها ولادة عيسى، فهزت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الأرض حتى تساقط عليّها رطبا جنيا، وإن الله (تعالى) اختارني وفضلني عليّهما، وعلى كل من مضى قبلي من نساء العالمين، لأني ولدت في بيته العتيق، وبقيت فيه ثلاثة أيام آكل من ثمار الجنة وأوراقها، فلما أردت أن أخرج وولدي على يدي هتف بي هاتف وقال: يا فاطمة، سميه عليّا، فأنا العليّ الأعلى، وإني خلقته من قدرتي، وعز جلالي، وقسط عدلي، واشتققت اسمه من اسمي، وأدبته بأدبي، وفوضت إليه أمري، ووقفته على غامض علمي، وولد في بيتي، وهو أول من يؤذن فوق بيتي، ويكسر الأصنام ويرميها على وجهها، ويعظمني ويمجدني ويهللني، وهو الإمام بعد حبيبي ونبيي وخيرتي من خلقي محمد رسولي، ووصيه، فطوبى لمن أحبه ونصره، والويل لمن عصاه وخذله وجحد حقه.

قال: فلما رآه أبو طالب سره وقال عليّ (عليّه السلام): السلام عليّك يا أبه، ورحمة الله وبركاته.

قال: ثم دخل رسول الله (صلى الله عليّه وآله وسلم)، فلما دخل اهتز له أمير المؤمنين (عليّه السلام) وضحك في وجهه، وقال: السلام عليّك، يا رسول الله، ورحمة الله وبركاته.

قال: ثم تنحنح بإذن الله (تعالى)، وقال: (بسم الله الرحمن الرحيم (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ))،  إلى آخر الآيات.

فقال رسول الله (صلى الله عليّه وآله وسلم): قد أفلحوا بك، وقرأ تمام الآيات إلى قوله: (أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنت والله أميرهم، تميرهم من علومك فيمتارون، وأنت والله دليلهم وبك يهتدون.

ثم قال رسول الله (صلى الله عليّه وآله وسلم) لفاطمة: اذهبي إلى عمه حمزة فبشريه به.

فقالت: فإذا خرجت أنا، فمن يرويه؟ قال: أنا أرويه. فقالت فاطمة: أنت ترويه؟

قال: نعم، فوضع رسول الله (صلى الله عليّه وآله وسلم) لسانه في فيه، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، قال: فسمي ذلك اليوم يوم التروية، فلما أن رجعت فاطمة بنت أسد رأت نورا قد ارتفع من عليّ (عليّه السلام) إلى عنان السماء…)[1].

وكانت الولادة يومَ الجمعة، الثالثَ عشر من شهر الله الأصب رجب المرجَّب، بعد عام الفيل بثلاثين سنة، أي: بعد مولد النبيّ الأعظم (صلى الله عليّه وآله وسلم) بثلاثين سنة.

 

الآياتُ التي نزلتْ بحقِّ أَميرِ المؤمنينَ عليّ بنِ أَبي طالبٍ (عليّه السلام)

اختصّ أمير المؤمنين عليّ (عليّه السلام) بالكثيرة من الآيات التي بيّنت فضله ومنزلته وخصائصه ومكارم أخلاقه ووجوب طاعته، وهي كثيرة، عبّر عنها حبر الاُمّة عبد الله ابن عباس بقوله: ما نزل في أحدٍ من كتاب الله تعالى ما نزل في عليّ (عليّه السلام)[1].

  وبقوله: ليست آية في كتاب الله ﴿يا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا﴾ إلاّ وعليّ أولها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد (صلى الله عليّه وآله وسلم) ولم يذكر عليّاً إلاّ بخير. أخرجه الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس[2].

  وبالنظر لكثرة الآيات النازلة فيه (عليّه السلام) فقد اهتمّ قدامى المحدثين والمفسرين بإفراد موضوع ما نزل من القرآن في عليّ (عليّه السلام) بالتصنيف والتأليف، كالجلودي والطبراني وأبي نعيم ومحمد بن مؤمن الشيرازي والحسكاني وأبي الفرج الاصفهاني والحبري والمرزباني وأبي إسحاق الثقفي وأبي جعفر القمي والمجاشعي وأبي عبد الله الخراساني وغيرهم[3].

ونحن نذكر أهمّ الآيات على نحو الإجمال:

۱. سورة «هل أتى» نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين.

۲. قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) [المائدة: ٥٥]، وقد أجمع المفسّرون واستفاضت الروايات من طرق الشيعة والسنّة انّ الآية نزلت في حقّ عليّ (عليّه السلام).

۳. قوله تعالى: (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عليّهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ) [ الشورى: ۲۳ ]، هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليّهم السلام) والأئمّة من ولد الحسين (عليّهم السلام).

٤. قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ…) [النجم: ۱]، روى أهل السنّة والشيعة انّ النبي (صلّى الله عليّه وآله وسلّم) قال: «من سقط ذلك الكوكب في داره فهو خليفتي من بعدي». وقد سقط النجم في دار عليّ (عليّه السلام)، فقال المنافقون: انّ النبي (صلّى الله عليّه وآله وسلّم) غوى بحبّ ابن عمّه وليس قوله هذا الّا عن الهوى، فنزل قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ) [النجم: ۱ ـ ٤].

٥. قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) [المائدة: ٦۷]، والآية نزلت قبل غدير خم فامتثل النبي (صلّى الله عليّه وآله وسلّم) أمر الله تعالى بالتبليغ وأعلن ولاية عليّ (عليّه السلام) على رؤوس الاشهاد بقوله: «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه». وقد روى السيوطي عن بعض الصحابة أنّ الآية نزلت هكذا: «يا ايها الرسول بلغ ما انزل عليّك من ربك أنّ عليّاً مولى المؤمنين الخ». (الدر المنثور، السيوطي: ج2، ص298)  

٦. قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عليّكُمْ نِعْمَتِي…) [المائدة: ۳]، نزلت بعد واقعة غدير خم أيّ بعد ما بلغ النبي (صلّى الله عليّه وآله وسلّم) ولاية عليّ (عليّه السلام) في غدير خم.

۷. قوله تعالى: (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) [الحاقة: ۱۲]. قال رسول الله (صلّى الله عليّه وآله وسلّم): «هي اذنك يا عليّ».

۸. (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) [ الواقعة: ۱۰ ـ ۱۱ ]. وقد ورد ان السابقون ثلاثة، ففي رواية عن ابن عباس قال: «سبق يوشع بن نون إلى موسى وسبق صاحب ياسين إلى عيسى وسبق عليّ إلى محمّد»( إحقاق الحق و إزهاق الباطل، التستري: ج5، ص588)

وفي حديث آخر، السابقون السابقون أربعة ابن آدم المقتول وسابق اُمّة موسى (عليّه السلام) وهو مؤمن آل فرعون وسابق اُمّة عيسى وهو حبيب النجّار والسابق في اُمّة محمّد (صلّى الله عليّه وآله وسلّم) وهو عليّ بن أبي طالب (عليّه السلام)( بحار الأنوار، العلامة المجلسي: ج69، ص156)

۹. قوله تعالى: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّه وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ الله) [ التوبة: ۱۹ ]، نزلت في عليّ (عليّه السلام) والعبّاس وشيبة، فقال العبّاس: أنا أفضل لأنّ سقاية الحاجّ بيدي وقال شيبة: أنا أفضل لأنّ حجابة البيت بيدي، وقال عليّ (عليّه السلام): « أنا أفضل فإنّي آمنت قبلكما وهاجرت وجاهدت »، فرضوا برسول الله (صلّى الله عليّه وآله وسلّم) فأنزل الله تعالى هذه الآية. (بحار الأنوار، العلامة المجلسي: ج22، ص288)

۱۰. قوله تعالى: (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ) [ السجدة: ۱۸ ]، نزلت في عليّ (عليّه السلام) والوليد بن عقبة، فعن ابن عبّاس: وقع بين عليّ بن أبي طالب وبين الوليد بن عقبة كلام، فقال له عليّ: « يا فاسق »، فردّ عليّه، فأنزل الله (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ).( إحقاق الحق و إزهاق الباطل، التستري: ج14، ص201)

۱۱. قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) [ المجادلة: ۱۲ ]، ولم يعمل بهذه الآية غير عليّ (عليّه السلام) كما قال (عليّه السلام): « آية في كتاب الله ما عمل بها أحد من الناس غيري: النجوى كان لي دينار بعته بعشرة دراهم فكلّما أردت ان اُناجي النبي (صلّى الله عليّه وآله وسلّم) تصدّقت بدرهم ما عمل بها أحد قبلي ولا بعدي ».( إحقاق الحق و إزهاق الباطل، التستري: ج14، ص207)

۱۲. قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا) [ مريم: ۹٦ ]، نزلت في عليّ بن أبي طالب (عليّه السلام) كما في تفسير الثعلبي وتذكرة الخواص سبط ابن الجوزي والدرّ االمنثور للسيوطي.

۱۳. قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) [ البينة: ۷ ]، نزلت في عليّ (عليّه السلام) كما في تفسير الدرّ المنثور وغيره.

۱٤. قوله تعالى: (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) [محمد: ۳۰]، عن أبي سعيد الخدري قال ببغضهم عليّ بن أبي طالب [كفاية الطالب].

۱٥. قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) [الأحزاب: ۳۳]، وحديث الكساء معروف والمشهور والآية نزلت حينما جلس النبي مع عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليّهم السّلام) تحت الكساء. وعن اُم سلمة قالت: نزلت هذه الآية: (إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) في رسول الله (صلّى الله عليّه وآله وسلّم) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين.

۱٦. قوله تعالى: (وَإِن تَظَاهَرَا عليّهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) [التحريم: ٤]، وعن ابن عبّاس قال: صالح المؤمنين عليّ بن أبي طالب، كما في الدر المنثور: ج٦، ص۲٤٤. وعن أسماء بنت عميس قالت: سمعت النبي (صلّى الله عليّه وآله وسلّم) يقول: «وصالح المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليّه السلام».

۱۷. قوله تعالى: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) [ الزمر: ۳۳ ]، عن مجاهد قال: جاء به محمّد (صلّى الله عليّه وآله وسلّم) وصدق به عليّ بن أبي طالب (عليّه السلام)، كما في تاريخ ابن عساكر وكفاية الطالب للگنجي وتفسير القرطبي وروى ذلك عن أبي هريرة. (كما في الدر المنثور: ج٥ ، ص ۳۲۸)

۱۸. قوله تعالى: (أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ) [ هود: ۱۷ ]، عن عليّ (عليّه السلام) في حديث: « رسول الله (صلّى الله عليّه وآله وسلّم)على بينة من ربه وأنا الشاهد منه أتلوه وأتبعه… » كما في ينابيع المودّة الدرّ المنثور.

۱۹. قوله تعالى: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) [البقرة: ۱۲٤]، فعن رسول الله (صلّى الله عليّه وآله وسلّم): «أنا دعوة أبي إبراهيم ـ ثمّ قال: ـ فانتهت الدعوة إليّ وإلى عليّ لم يسجد أحد منّا لصنم قطّ فاتّخذني الله نبيّاً واتّخذ عليّاً وصياً». (الأمالي، الشيخ الطوسي: ج1، ص889)

عليٌّ (عليهِ السَّلام) في القرآنِ

1- آيـة: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ). (المائدة:55). المراد من الآية أمير المؤمنين (عليه السلام)[1].

2- آيـة: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ). (المائدة:67). نزلت الآية في يوم الغدير، فـ (معناه بلغ ما أنزل إليك من ربك في فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام))[2].

 3- آيـة: (إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا). (الأحزاب33). نزلت في رسول الله وعليّ وفاطمة والحسـن والحسـين (عليهم السلام)[3].

4- آيـة: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى). (الشورى:23). نزلت في أهل البيت في علي وفاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء (عليهم السّلام)[4].

5- آيـة: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ الله وَالله رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ). البقرة: 207. الآية نزلت في علي (عليه السلام)، حين خلّف النبي (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) لقضاء دينه وردّ ودائعه، فبات على فراشه[5].

6- آيـة: (تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ الله عَلَى الْكَاذِبِينَ). آل عمران: 61. فيها دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) علياً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)[6].

7- آيـة: قوله تعالى: (فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ). (البقرة: 37)، سأله بحق محمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام)[7].

8- آيـة: (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ). (البقرة: 142). قال النبي (صلى الله عليه وآله): فانتهت الدعوة إليّ وإلى أخي عليّ لم يسجد أحد منا لصنم قط، فاتخذني الله نبياً، وعلياً وصياً[8].

9- آيـة: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا). (مريم: 96). ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) هي الود[9].

10- آيـة: (إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ). (الرعد:7). سئل الإمام الباقر (عليه السلام) عن هذه الآية فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنذر، وعليّ الهادي، وكلّ إمام هاد للقرن الَّذي هو فيهم[10].